حرمان !!
" لا يبوح الورد باحتياجه للماء ؛ إما أن يُسقى ، أو يموت بهدوء "
وطفلٍ يستيقظ على ضجيج الرغبات، وتزاحم الأمنيات .. يمد يديه على اتساعها ، فيعجز عن مطاولتها
يتأبط صندوقَ بؤسهِ ، ينتعل دربه المبطنة بالشوك ، المحفوفة بيأسه ..
صراخُه الصامتُ بلا صدى ، لايطفئ ماؤه حممَ قلبهِ الفائرة
روحُه التي تتناثر يوما بعد يوم ، تضيعُ في متاهات الفقر والحرمان
وأحلامُه الصغيرة مقصوصة الجناح ، محرومة من الطيران
تسقط مرغمة فوق وسادةِ القهر ، تستفز البكاء .
أيتها الأحلامُ العابثة انسحبي من عينيه ، ولتحملي أطيافَ الزهر خلفَ المدى أو ألصقي جفنيه
ويلكِ أيتها البراءة ! كم رمَتِ الأيامُ بأوزارها عليكِ فأنهكتْكِ .. وحطمتْ مجدافَ قاربكِ الورقي
وهؤلاء ....
قد يغدون في الغد أطباء ، محامين ، أدباء ،,,, أو أي شيء يزيد بريق العيون ، ولمعة الحذاء
القلب المكتوي بالفقد يحترق – ما ذاق طعمَ الألم مَن رغِدَ في بحبوحة الأمان
ظامئٌ قلبُه ، يكاد يُرديه توقاً لوارفٍ من حنان .. يرفّ على أيامه حين تُستباحُ الرأفة ، وتُنحرُ بسكين الخذلان
من يكفكف دمعه ، يجففُ عطشه للحبِّ ، ويمحو لوعة الفقدان
من يمسحُ بحانيةٍ على شَعره ، يمحو شعورَ الحرمان ...
الحرمان وهو صديقان ، يستجديان قطرة حنان ، من أيٍّ كان
قطرةَ تشعل دفئاً في حشيّته وتملأ الأحشاء
لوتس 16 / 9 / 2013